�������


                   "معاً " من أجل ثورة تغييرعالمية ..





أصبح واضحاً أننا نعيش زمن التغييرات الكبرى. فقد شهد العام الماضي انفجار الحركات الثورية والاجتماعية عبر العالم حيث ملايين البشر ينزلون الشوارع للمطالبة بالحرية والمساواة. بدأ الحدث في تونس حيث أشعل شخص مفرد النار في نفسه في فعل احتجاجي يائس، فأشعل  اللهب في أنحاء العالم العربي حيث قاد الشباب النضال ضد الديكتاتورية. في مصر، أصبح ميدان التحرير  رمزاً للمقاومة، وقوة الناس التي أسقطت عقوداً طويلة من نظام مبارك. بعد ذلك انتشرت الحركات الاحتجاجية في ليبيا والبحرين واليمن وسوريا والمغرب والعديد من الدول في المنطقة. هذا النضال مستمر إلي الآن فلا يزال عشرات الآلاف من البشر يواجهون القمع الشديد والوحشي. ويشير تقرير الأمم المتحدة إلي قتل السلطات السورية أكثر من 2600 شخص هذا العام بسب انخراطهم في حركات الاحتجاج. لقد ألهمت "الثورات العربية" وتأثير الأزمة المالية الحادة نمو الحركات الاحتجاجية في أنحاء العالم الغربي. تظاهرات حاشدة في البرتغال، اعتصام الشعب الاسباني، اضطرابات اليونان،العمل المباشر ضد البنوك في انجلترا، احتلال وول ستريت في أمريكا. ومازالت ثقافة المقاومة مستمرة في الانتشار. علي مدى الأشهر القليلة الماضية هزت إسرائيل والصين احتجاجات كبيرة،  وفي الآونة الأخيرة خرجت الناس في الشوارع للاعتراض علي اقتصاد الليبرالية الجديدة  من أجل مطالب تغيير  هذا النظام الاقتصادي.

علي الرغم من أن هناك اختلافات كبيرة بين هذه الحركات، لكن من المؤكد أنها تتشارك النضال العام من أجل الحرية والمساواة. يكافح الناس في سوريا من أجل الحقوق الأساسية مثل حرية التعبير، بينما تحاول حركة "الديمقراطية الحقيقية الآن" في إسبانيا  إعادة النظام الديمقراطي عبر القواعد الشعبية. ويختلف النضال السياسي في ظل الديكتاتورية اختلافاً كثيراً عنه في ظل الديمقراطية الليبرالية. مع ذلك فهناك شعور مشترك في كثير من العالم الغربي أن شيئاً ما خاطئ يحدث في سياق الديمقراطية، حيث لا يبدو المسئول المنتخب ممثلاً الشعب الذي يخدمه، وإنما يجري تصميم السياسات الاجتماعية والاقتصادية عبر السوق. البطالة، الفساد السياسي, انعدام المساواة،  نخبة صغيرة تسيطر علي النظام السياسي. هذه هي الحقيقة في أغلب الحالات، إنها نفس الشركات التي تسعى لاستغلال العمال والبيئة لتحقيق الربح في كل مكان. لقد أصبح العالم معولماً بالفعل، لذا فنحن نواجه مشاكل عالمية، وبالتالي نحتاج لحلول عالمية. أن قدرة الاتصال بين النشطاء عبر الانترنت غير مسبوق. ولقد تحقق في يونيو  هذا التضامن الدولي  عبر روابط الفيديو بين الاعتصام في أسبانيا وفي مصر.  هذا التضامن مستمر يتنامي، وفي يوم 15 أكتوبر سوف يقام الاعتصام في مئات المدن حول العالم، من نيويورك إلي  ملبورن تحت شعار " نتحد لتغيير العالم"
نحن نشاهد صناعة التاريخ. لقد شهد هذا العام الأخير مستوي غير مسبوق من الحركات الاجتماعية الاحتجاجية الشاملة وثورات في كل أنحاء العالم.  
وهذه لمحة عامة عن بعض الأحداث الدرامية (المأساوية) والحركات التي سعت إلي خلق عالم أكثر مساواة وحرية واستقرار.

   في يناير نجح الشعب التونسي بعد سلسلة من المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات في الإطاحة بالرئيس بن علي  بعد أن ظل حاكماً لمدة طويلة. ولقد سعت حركة الاحتجاج لمجموعة من الإصلاحات الاجتماعية والديمقراطية وأحدثت موجة من التغيير في العالم العربي.

في فبراير، أكثر من مليون شخص اعتصموا في ميدان التحرير للمطالبة بالمساواة والديمقراطية، واستقالة حسني مبارك. ناضل المحتجون في معارك طويلة مع قوات الأمن، وبعد وفاة أكثر من846 وإصابة أكثر من 6000 نجحت قوة الشعب في إسقاط  الرئيس في 11 فبراير.

   في مارس، نفذت حركات في المملكة المتحدة سلسلة من الفعاليات الشعبية المباشرة ضد البنوك والشركات متعددة الجنسيات المسئولة عن الأزمة المالية والتهرب الضريبي. حيث يتصاعد تحالف المقاومة مع اعتصام الطلاب في العديد من الجامعات وفي يوم 27 مارس تظاهر ما يقرب من 500000 شخص في لندن ضد تدابير التقشف القاسية.


ومع حلول ابريل يكتسب الربيع العربي زخما وتتحدي الحركات الشعبية الأنظمة في كل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيما يسيطر الثوار علي جزء كبير من ليبيا،  ويعتصم المحتجون في البحرين، و في اليمن ثورة شعبية مستمرة وكذلك في  سوريا. 

في مايو بدأت حركة "ديمقراطية حقيقية الآن" في اسبانيا، والتي توصف من قبل El Pais "الثورة الاسبانية" و"استيقاظ الجيل". مئات الآلاف من المتظاهرين يعتصمون في الساحات الرئيسية في المدن والبلدات في جميع أنحاء البلاد. قلب مطالب هذه الحركة مزيد من المشاركة الديمقراطية،  وبالتالي استخدموا "التجمعات الشعبية" من أجل اتخاذ القرار، وتنظيم الأفعال وصياغة المطالب. وفي 19 يونيو  تظاهر حولي 200000  شخص في مسيرات عبر أنحاء البلاد للمطالبة  بمزيد من العدالة الاجتماعية والديمقراطية المباشرة.

 في يونيو، تصل الحالة في اليونان إلي العصيان في أثينا واعتصام عشرات الآلاف في الساحة الرئيسية لأكثر من شهر.  اضطرابات عامة متعددة تصل بالبلاد إلي الشلال بينما الشعب ثائر ضد الخصخصة وتخفيضات الخدمات الاجتماعية ومعاشات التقاعد.

في يوليو  تبدأ حركة العدالة الاجتماعية في إسرائيل علي غرار "الثورة الاسبانية" . عشرات الآلاف تنام في الشوارع في جميع أنحاء البلاد لشهور للمطالبة بمزيد من المساواة. الحركة في حالة تعبئة دائمة مع احتجاجات عدة من أكثر من 300000 شخص وهي الأكبر في تاريخ البلد.

في أغسطس حركة طلابية حاشدة تطالب بتوفير التعليم للجميع  ووضع حد لعدم المساواة في شيلي. وهو ما أشارت إليه نيويورك تايمز باعتباره.. شتاء السخط التشيلي..،وقد أغلقت كل الجامعات والعديد من المدارس الثانوي. وبينما تنمو هذه الحركة فإنها تكسب دعم النقابات، التي دعت لإضراب عام يوم 24 و25 أغسطس  وقدرت المشاركة فيه 600000   شخص.


ومؤخراً، في 17 سبتمبر بدأت حركة"احتلال وول ستريت" في أمريكا. عشرات الآلاف من الناس يحتجون الآن ضد جشع الشركات لمدة ثلاثة أسابيع في قلب الرأسمالية العالمية. وقد تم اعتقال أكثر من 900 شخص حتى الآن في أكبر  شكل للعصيان منذ عقود. إنها حركة مستمرة وتنتشر  عبر أنحاء أمريكا وبدأت "احتلال" 40 مدينة مختلفة.
وفي يوم 15 أكتوبر يوم الفعل العالمي الذي يدعى إليه تحت شعار: "نتحد للتغيير، ونحتل كل شيء"!  
   المصدر