�������


                         استعادة التحرير مشاعل الثورة من جديد


عشرات القتلى وآلاف الجراحي ، يعود الثوار لميدان التحرير مرة أخرى لاسترداد ثورتهم وإسقاط الحكم العسكري

by Jérôme E. Roos on November 22, 2011
بعد تسعة أشهر من التحرك البطيء وسرقت المجلس العسكري الانتقالي الثورة الشعبية وبعد أن تحولت أعين العالم بعيدا عن منطقة الشرق الأوسط والاحتجاجات والأزمات الجارية فيها، تندلع الثورة المصرية القوية  من جديد  فمع نهاية الأسبوع خرج الآلاف من المحتجبين لخوض حرب شوارع  مع قوات مكافحة الشغب لمحاولة استعادة التحرير  وإسقاط الحكم العسكري   
حتى الآن، فأن وحشية الإجراءات العسكرية_ والشرطية خلفت وراءها ما لا يقل عن 33 قتيل وأكثر من 1700 جريح، إلا إن كل هذا لم يكسر عزم الثوار  بل يقويه، فأن عشرات الآلاف الذين توافدوا علي ميدان التحرير  في مساء يوم الاثنين مما اضطر الحكومة المدنية لتقديم استقالتها، ودعوة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لجميع الأحزاب السياسية لعقد محادثات طارئة. وهناك مخاوف من أن يتم تأجيل التصويت في الانتخابات الأولي بعد مبارك في الأسبوع القادم، بعد اندلاع أعمال العنف



اندلعت المواجهات بعد انتهاء مظاهرة حاشدة للتيار الإسلامي يوم الجمعة، فقد هاجمت الشرطة في صباح السبت  علي مخيم صغير لمحتجين من مصابي الثورة في ميدان التحرير، فخرج الآلاف من المصرين من جميع الأديان والخلفيات إلي ميدان التحرير غاضبين من هذا الهجوم ويطالبوا بوضع  حد للقمع الوحشي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وتسليم السلطة فوراً لحكومة مدنية انتقالية لها صلاحيات حقيقية.  وقد اندلعت اشتباكات مع المتظاهرين في طريقهم لوزارة الداخلية للاحتجاج مرة أخرى علي النظام.
وفي يوم الأحد في حوالي الساعة الخامسة شنت الشرطة هجوما وحشيا أخر علي ميدان التحرير لإخلائه من المتظاهرين وأحرقت الخيام. وفور انتهاءه من إخلاء الميدان، ولكن كعهد المصرين علي القوة والشجاعة المطلقة، ففي غضون نصف ساعة احتشد الثوار مرة أخرى في الميدان وأجبروا الشرطة علي التراجع، من ثم أطلقت الأحداث في القاهرة موجة جديدة من الاحتجاجات في كل أنحاء البلاد، ومع وقوع ضحايا في أماكن بعيدة  مثل الإسكندرية والسويس فيذكرنا هذا من نواحي كثيرة بالأيام الأولي لثورة 25 يناير والتي استمرت 18 يوم وانتهت بإسقاط مبارك.




في تقرير الجارديان "هذا العام ألهمت ثورة مصر ضد الطغيان كل الاحتجاجات في جميع أنحاء العالم، والآن تستكمل الثورة في بيتها، فقد حان وقت دورة التغيير الكاملة والثورة أن تبدأ من مصر ثانية, تقول مي عدلي مراسلة الجارديان حول مشاهدتها في التحرير " تأتي الناس من المنازل للانضمام لثوار في التحرير،  فهم قد أزلوا  رأس النظام ويعودن اليوم  لإزالة جسد هذا النظام"
وتلاحظ صحيفة نيويورك تايمز " يبدو أن العنف يقوي من الإلحاح الثوري الذي عاد إلي الميدان، فعندما تحرك الجيش لطرد الآلاف من المحتجين يوم الأحد، فقد غمر الميدان بشكل سريع أضعاف الأعداد التي طردت" غليان الغضب في مصر   بعد أن اعتقد المجلس العسكري أنه ضمن لنفسه دوراً دائم في المستقبل السياسي في مصر بينما من جانب أخر  فقد أظهر النزعات الاستبدادية علي نحو متزايد في تعامله مع المجتمع المدني، فقد كثف القمع الوحشي مع معارضيه في الأشهر الأخيرة.  


منذ سقوط النظام وعلي مدار التسعة الأشهر الماضية تم اعتقال أكثر من 12000 مدني ومحاكمتهم أمام محاكم عسكرية، وهو عدد أكثر مما حدث علي مدار ثلاثون عاما من حكم مبارك، التعذيب والاغتيالات السياسية لا تزال جزء من ممارسات الدولة. لكن حالة العنف التي مٌارست في نهاية الأسبوع _ حيث تعرض المتظاهرين لضرب بالقنابل المسيلة للدموع، الجر من الشعر، أطلاق الرصاص الحي والمطاط والتي كانت تصوب أعلى الرأس_ أظهرت أن نظام مبارك مازال موجود من غير مبارك.
في هذه العملية سقط قناع النظام. ففي الأسابيع التي تلت الثورة كان ينظر للجيش علي نطاق واسع علي أنه وقف مع الشعب ضد مبارك، ولكن ما كان واضحا بالفعل لبعض المتظاهرين الأكثر راديكالية منذ شهر فبراير حيث سقوط مبارك أصبح واضحا من غير لبس لشريحة أوسع من المجتمع المصري، لم يتم الإطاحة بمبارك _ وإنما تمت التضحية به من منصبه من قبل النخبة العسكرية التي لا تزال تسيطر علي معظم الثروة في مصر، لذا فلديه حافز قوي للتمسك بالسلطة بشكل أو أخر.  
   
مرة ثانية يري تقرير الجارديان " في الهجوم العسكري الأخير لم يجد  المحتجين  فرقا في التعامل بين الجيش من جانب وشرطة مكافحة الشغب ذات الرداء الأسود التي ترمز لنظام مبارك، فقد كان الهجوم وحشي وسريع فقد أطلقت البنادق وتعر ض المدنيين للضرب _ فقد أظهرت أحدى الفيديوهات عددا من جنود تسحب جثة  نحو أكوم من القمامة علي جانب الطريق_"
علي مدى التسعة أشهر الماضية  تعمد المجلس العسكري إعاقة أي تطوير للمؤسسات الديمقراطية، وبلغت ذروتها في بند غامض يحاول عبره تأمين وضعه من في الدستور الجديد بحيث تظل الميزانية العسكرية خارج الرقابة البرلمانية، وبقاء الرقابة العسكرية علي النظام السياسي في مصر حيث يظل المجلس الأعلى للقوت المسلحة حامي الدستور ويجعل العسكريين في مأمن من الملاحقات الجنائية.


ومع ذلك فأن المصرين _خاصة الذين خاطروا بحياتهم أو فقدوا ذويهم في النضال من أجل إسقاط مبارك_  يتعاملون باعتبار أن اليوم هو 12 فبراير اليوم التالي لسقوط مبارك،  فقد صرحت عبير مصطفي 42 عاما " لقد نجحنا في استرداد ثورتنا" ويقول طارق سلامة طبيب متطوع في المستشفي الميداني حيث عالج المئات من المصابين بجروح بالغة " أن التخلص من مبارك كان مجرد إحماء لهذه الموجهات الحقيقية"
وكما كتبت صحيفة الجارديان " أن هذه الاحتجاجات هي من أكبر الحشود التي شهادتها مصر من بعد الإطاحة بمبارك، وهي إشارة مبكرة لشك في التحول الديمقراطي تحت سيطرة المجلس العسكري قبل أسبوع من بدأ المرحلة الأولي للانتخابات المزمع عقدها بعد عهد مبارك، وقد أدي هذا بالفعل لتوقف بعض المرشحين لحملاتهم الانتخابية والتركيز علي الاحتجاجات، لكن بالنسبة للمتظاهرين لا يهتمون كثيراً  بهذه الانتخابات.
يقول محمود 27 عاما متظاهر "سنبقي هنا حتى نموت أو يموت الحكم العسكري" " يجب أن يرحل المجلس الأعلى للقوات المسلحة فقد اكتشف الشعب خلال الفترة الماضية حقيقية الموقف وقد سقط القناع"
ويقول متظاهر أخر طالب الطب عمرو  وجيه 21 عام حيث لخص بدقة الروحة الثورية في الميدان " لتذهب الانتخابات إلي الجحيم، التحرير أولا، يجب علينا استكمال النصف الثاني من الثورة قبل أن نبدأ التصويت".

اعداد وترجمة:

المصدر:
http://roarmag.org/2011/11/egyptian-revolution-military-junta-tahrir/